و تشكل هذه النتيجة أول مؤشر جيني على العلاقة بين قبيلة دريد "سراة البدو" الاثبجية و التحور FGC38800 الذي ينتشر بقوة في تونس بحيث يمثل الغالبية العظمى لنتائج التحور الهلالي J-ZS4753 بالجمهورية و الذي تنضوي تحته من قبائلها بشكل رئيسي: الهمامة، اولاد تليل، و اولاد سيدي عبيد، و ذلك بانتظار نتائج إضافية بهذا الصدد. في تطور مهم ظهرت عينة اولاد بنمنصور من قبيلة سفيان-بني هلال بالمملكة المغربية موجبة للتحور الاثبجي FGC48131 و فرعه FT44221 و سالبة للتحور FGC38802، بحيث تكون أول عينة مغربية موجبة للتحور المذكور، و أول تأكيد جيني للإشارات التاريخية على تواجد الاثبج بالمغرب الأقصى. هذه النتيجة تطرح كذلك على الطاولة مسألة الانتماء الاثبجي لقبيلة سفيان، و أنها تنحدر من المقدم أو العاصم من بطون الاثبج (بانتظار تأكيدها بنتائج إضافية)، إذ جاءت مخالفة لاجتهادنا القائل بقرّيّتها (نسبة لبني قرّة) بناءً على قراءتنا للنص الخلدوني. كما تشكل دليلاً إضافياً لما صار يتضح لدينا من وجود ارتباك لدى ابن خلدون في تصوره للعلاقات النسبية بين مكونات "المجموعة الجشمية" خاصة بين سفيان من جهة، و الجرامنة و الحارث و الكلابية من جهة أخرى حيث جعل الاخيرين فروعاً للأولى خلافاً لتباينهم القبلي و الجغرافي، و الذي بدأت تظهر معالمه جينيا.
وصار للدولة استظهار بهم على جباية تلك الرعايا من صنهاجة وزواوة. واعتزت رياح بأفريقية وملكوا ضواحي قسنطينة، ورجع إليهم شيخهم مسعود بن زمام من المغرب، فاعتز الذواودة على الأمراء والدول. ثم نبذ بنو أبي حفص العهد للذواودة، واصطنعوا كرفة من بطون الأثابج لحربهم، فلم يفعلوا غير الحفاظ على أقطاعاتهم، فاختل ريح الدولة، واعتزت رياح عليها، وملكوا المجالات على من يظعن فيها. ثم جاجاً الأمير أبو زكريا في بني سليم من مواطنهم لذلك العهد بقابس وطرابلس، واصطنعوهم واستظهر بهم، وضرب بينهم وبين قبائل رياح، فاعصوصبوا جميعاً على فتنة الذواودة وتأهبوا لها، وتكررت بينهم وبين رياح الحروب والوقائع حتى أزاحوهم عن أفريقية إلى الجزائر، فملكوا ضواحيّ قسنطينة وبجاية من التلول ومجالات الزاب وريغ وواركلا وما وراءها من القفار في بلاد القبلة. ولما ملك بنو زيان بلاد المغرب الأوسط ونزلوا بأمصاره، دخل زغبة التلول وتغلبوا فيها ووضعوا الإتاوة على الكثير من أهلها، ثم خشيهم بنو زيان وتنكروا لهم فأصحروا. ولما فشل ريح بني زيان وداخل الهرم دولتهم، وجدوا السبيل إلى طروق التلول مرة أخرى، ثم إلى الغلب فيها، فأقطعتهم الدولة الكثير من نواحي الجزائر وأمصارها في سبيل الاستظهار بهم، تمشت ظعونهم فيها وملكوها من كل جانب.
و هذا ما سيتم نسفه و تفنيده بالادلة العلمية بعد قليل ، فكيف يعقل تنقل مجموعة بشرية هائلة بهذا العدد مشيا على الاقدام لمسافات طويلة ؟! كيف كان مأكلهم ومشربهم وتواصلهم!!!. هذا شيء من الخيال و الفانتازيا طبعا ولا يصدقه عقل سليم ، فلم يشهد التاريخ حدثا مثل هذا قط ببساطة لأنه شيء مستحيل في ذلك العصر، أما الحقيقة هي أن بني هلال كانوا مجرد مجموعة معدودة بسيطة من البدو الرُحّل و قطاع طرق هائمين غير مرغوب فيهم تم طردهم من المشرق بسبب همجيتهم ولا يتجاوز عددهم بضعة ألالف فرد كاقصى تقدير مثل كل قبائل الجزيرة العربية أنداك. و قد قتل الطاعون الفتاك الذي إجتاح كامل شمال افريقيا بعد قدومهم أكثر من نصفهم بعد ذلك. جل المعرّبين اليوم في شمال افريقيا أمازيغ و ليسوا احفاد بني هلال لا يعقل ابدا ان يصبح نسل مجموعة قبائل اعرابية تعد على الاصابع نزحت الى شمال افريقيا ما مقداره 160 مليون نسمة اليوم في شمال افريقيا و هو عدد سكان شمال افريقيا اليوم.. وفي مقابل ذلك يكون نسل مئات القبائل العربية الكبرى الاخرى بالجزيرة العربية اليوم فقط 40 مليون نسمة و هو عدد سكان الجزيرة العربية اليوم!!! كيف يعقل هذا. هذا شيء خرافي ضد العقل و المنطق.