تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2017 19:01 GMT تاريخ التحديث: 15 سبتمبر 2017 11:04 GMT تحوّلت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما أصبح يسمّى إعلاميًا بحراك 15 سبتمبر إلى غير ما أرادت له الحسابات الممولة من قطر وإيران، وكأن السحر انقلب على الساحر. ورغم مرور يومين على إطلاق الدعوات عبر وسم "حراك 15 سبتمبر" إلا أن الهاشتاغ الذي تصدر الوسومات في السعودية ودول الخليج امتلأ بتعليقات التأييد للمملكة العربية السعودية وقادتها، إلى جانب تعليقات أخرى خافتة تظهر بين الفينة والأخرى على استحياء. اقرأ أيضا: ( سخرية لاذعة من المعارض السعودي غانم الدوسري بعد فشل "حراك 15 سبتمبر") وانبرى المعلقون على "الهاشتاغ" للدفاع عن السعودية ضد الدعوات للتظاهر، فيما استغل آخرون الوسم المنتشر لتجديد البيعة للعاهل السعودي ووليّ عهده، ونشر ناشطون مقاطع فيديو وصورًا في هذا السياق، وسط غياب لأي صوت نشاز للحراك المزعوم. دعوات مرفوضة. وعلى الوسم عبّر شيوخ وإعلاميون من السعودية وخارجها عن شجب الدعوة للتظاهر، والانصياع للدعوات المغرضة من أعداء المملكة في الخارج. وقال مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ خلال مداخلة له عبر الهاتف على قناة الـ" إم بي سي ": "الأعداء يحسدون المملكة على نعمة الاستقرار العظيمة، ويريدون أن يحولوا البلاد إلى الفوضوية، والفتن وسفك الدماء"، داعيًا إلى نبذ هذه الدعوات، التي اعتبرها ضد المواطن السعودي وأمنه، شاجبًا من دعا لها.
خامسًا: خارجيًا دفعت الأزمة الأخيرة بين السعودية وقطر وسائل الإعلام القطرية للحديث عن انتهاكات الجيش السعودي ضد المدنيين في اليمن، وفشل محمد بن سلمان في الملفات الخارجية، خصوصا الملف السوري والإيراني، ما دفع الكثير من النشطاء للحديث عن خطورة ممارسات بن سلمان وعدم صلاحيتها للفترات القادمة من عمر المملكة. كل ما سبق، يعطي ل حراك 15 سبتمبر زخما سياسًا أكبر من كل الحراكات السابقة والتي باءت جميعها بالفشل. عوامل تقود الحراك للفشل في المقابل هناك الكثير من العوامل التي قد تدفع الحراك لنفس مصير سابقيه، أولها القبضة الحديدة التي يحكم بها آل سعود المملكة، مع توافر كافة الإمكانيات المادية والبشرية التي تمكنه من إجهاض أية دعوات مشابهة. ثانيًا: لم تلق مثل هذه الدعوات صدى شعبيًا، ولم تبرح عالمها الافتراضي للانتقال للشارع، وكثير من الدعوات المشابهة التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي باءت بالفشل. ثالثًا: لا تتعامل الشرطة السعودية بحكمة في هذه الأمور، كما أن القوانين السعودية مجحفة، ومع احتمالية عدم تجاوب الشارع بأعداد كبيرة للحراك، سيخشى الكثير من المؤديين للحراك النزول خوفًا من مواجهة مصير معلوم مسبقًا، سيدفعهم لقضاء ما تبقى من أعمارهم خلف غياهب السجون.
فالتيار الإخواني السعودي بات منذ سنوات تياراً أكثر تنظيماً في نشاطه، وهو يمتلك منصات إعلامية متنوعة، وجمعيات حقوقية ومؤسسات متخصصة، إضافة إلى شريحة من المناصرين في الداخل لا يمكن تحديد حجمها أو مدى تأثيرها فيما لو أخذت الأمور منحىً تصادمياً أشمل. وما يحاول ابن سلمان التقليل من أهميته هو أن حالة الاعتراض المتصاعدة سريعاً في البلاد لا يمكن حصرها بالتيار الإخواني، بل باتت اليوم شريحة واسعة، تسهل ملاحظتها على موقع «تويتر»، تعبّر عن حال الاستياء من سياسة الجناح الحاكم في المملكة منذ وفاة الملك عبد الله. تتنوع منطلقات هؤلاء وتختلف مطالبهم، إلا أن الجديد الآن أن موجة الاعتراض باتت تتغذى على أسباب لا تقتصر على السياسة، مع بلوغ تأثيرات إدارة محمد بن سلمان الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمملكة السعودية. العودة والمالكي أبرز المعتقلين يتصدّر قائمة الشخصيات التي أقدمت السلطات على اعتقالها خلال الأيام الماضية اسم الداعية سلمان العودة، الذي يُعدّ من أبرز وجوه «الإخوان» ومنظّريهم في المملكة. ويُعرف عن العودة، الذي يُعَدّ أحد رموز ما كان يُعرف بتيار «الصحوة» (برز في تسعينيات القرن الماضي رفضاً لدخول القوات الأميركية إلى السعودية)، توجيهه انتقادات إلى الأسرة الحاكمة، كذلك سبق له أن اعتُقل (آب 1994) لخمس سنوات ضمن حملة طاولت رموز «الإخوان».