وكما هو الحال في أفغانستان والعراق، ورغم إنفاق مليارات الدولارات، فشلت واشنطن بعناد، في رؤية عدم جدوى جهودها لبناء الدولة في سوريا. وببساطة، تحول الحقائق العرقية والقبلية والدينية على الأرض، فضلا عن وجود القوى الإقليمية، روسيا وتركيا وإيران، دون جهود واشنطن لإنشاء دولة كردية صديقة للولايات المتحدة في المنطقة. وبدلا من الحفاظ على مسعى عقيم، من الأفضل للولايات المتحدة أن تحاول خفض حجم خسائرها. ويقول دميرداش إن الولايات المتحدة لديها العديد من الإنجازات العظيمة، ولكن بناء الدول ليس أحدها. فمن فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق، أثبتت واشنطن مرارا أن بناء الدول ليس المجال الذي تكمن قوتها فيه. وأشار إلى أن عجز أمريكا عن فهم آلاف السنين من الديناميكيات الاجتماعية والقبلية القديمة التي تحدد هوية الشرق الأوسط، واعتمادها المفرط على الجيش الأمريكي، الذي لم ينج من المزيد من الدمار والفوضى، ودعمها المتهور والمندفع للوكلاء الذين يخلون بالتوازن الإقليمي، كلها عوامل ساهمت في فشل أمريكا في إحراز تقدم في الشرق الأوسط. وخلص دميرداش إلى أنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، أهدرت الولايات المتحدة الثلاثين عاما الماضية في التعثر بين نهري الفرات ودجلة في العراق وفي جبال أفغانستان، ومطاردة شبح الإرهاب الذي لم يؤد إلا إلى استنزافها ماليا، ليحاصر الشعب الأمريكي بـ "الإجهاد الأبدي بسبب الحروب"، وقد سمحت واشنطن للصين في نفس الوقت بأن تصبح منافسا خطيرا للهيمنة العالمية للولايات المتحدة.
وبدلا من البقاء على هذا المسار وتدوير عجلاتها في سوريا، سيكون من الأفضل لواشنطن تحويل انتباهها إلى مسائل أكثر أهمية، كما يتعين عليها السماح للقوى الإقليمية بمعالجة مشكلة لم تكن أبدا تقع ضمن مسؤوليتها.
نشر مركز معلومات مجلس الوزراء إنفوجراف جديدًا بعنوان "فائض جديد يحققه ميزان المدفوعات المصري". وأشار الإنفوجراف إلى أحدث تطورات أداء ميزان المدفوعات المصري خلال العام المالي 2021/2020؛ حيث: سجل ميزان المدفوعات فائضًا كليًّا يصل إلى 1. 9 مليار دولار؛ وذلك نتيجة لتسجيل صافي تدفق للداخل في الحساب الرأسمالي والمالي 23. 4 مليار دولار خلال 2020/ 2021، مقابل 5. 4 مليارات دولار خلال 2020/2019. وجاء هذا التحسن نتيجة الاستثمارات الأجنبية بمحفظة الأوراق المالية، مُحققة صافي تدفق للداخل بنحو 18. 7 مليار دولار، إلى جانب تَحقُّق ارتفاع طفيف في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاعات غير البترولية، بمقدار 70. 2 مليون دولار. وحدت عوامل أخرى من تفاقم عجز الحساب الجاري، أبرزها: ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج مُسجلة 31. 4 مليار دولار خلال 2020/ 2021، بمعدل نمو 13. 2%، وكذلك انخفاض عجز الميزان التجاري البترولي مُسجلًا 6. 7 ملايين دولار خلال 2021/2020، مقارنة ب 2020/2019.